قرار صادم نشره الدكتور محمد علام نائب مدير مستشفى النجيلة لعزل مرضى فيروس كورونا بمرسي مطروح، والذي تعافي مؤخرا من إصابته بكورونا مبديا رغبته في العودة لعمله، ليفاجئ بـ “فرمان” يمنعه من ذلك، ويحرمه والآلاف من متابعية من متابعة تفاصيل دقيقة عن الوضع الصحي في أحد أهم المقرات الصحية في مواجهة كورونا في الوقت الحالي.
وكان ظهور الدكتور علام منذ قرابة الشهر، وقد اخترق القلوب والعقول مباشرة، فلقد كان في مقدمة الصفوف التي حاربت الفيروس في أعلى مراحل وفترات الذعر منه داخل مستشفى النجيلة في مرسى مطروح، ومع إصابته بالوباء العالمي، وبداية تفاعله مع الجماهير واستفاضته في الحديث عن تجربته، لاحقته انتقادات مجهولة المصدر، وأحاطت به حالة من التربص الواضح.
واستطاع دكتور علام، أكتساب شعبية هائلة منذ البداية، بعد أن أقر بأنه مديناً بالجميل لأساتذته، ممتدحا إجراءات الدولة، وكان الناصح الأمين للشعب خلال فترة إصابته شخصيا بالفيروس اللعين، الطبيب المقاتل كان يقضي الوقت في التوعية والتحذير وبث صحيح التعليمات والإجراءات الوقائية للشعب، ومقابل صعود نجمه، كان هناك صعود موازي ولكن لحالة من الغيرة والحقد المبطن.
من المعروف بالنسبة لأي مقاتل هو أن أسوأ سيناريوهاته هو عزله عن سلاحه وإعفاءه من الخدمة، فما بالنا لو كان هناك نقص حاد في تلك النوعية من المقاتلين، حيث العجز في أعداد أطباء العزل، ليكون القرار في المقابل رفض عودة علام إلى موقعة، رغم عشرات المكالمات والاتصالات من جانبه لطلب العودة إلى صفوف الجيش الأبيض.
وجاء القرار الغير مسؤول من الفريق الذي يحيط بوزيرة الصحة هالة زايد، وفي مقدمتهم المتحدث الإعلامي خالد مجاهد، وتؤكد سلبية القرار التعليقات المتواترة على منشور الدكتور علام بحرمانه من العودة لمستشفى العزل، حالة من الاستياء البالغ من مجاهد الذي يتحمل المسؤولية في إزاحة كل نموذج ناجح في المنظومة الطبية لسبب مجهول.
الجدير بالذكر أن خالد مجاهد، واجهه انتقادات لاذعة خلال الفترة الماضية من إتخاذ العديد الأخطاء الفادحة وكان يقتصر الأمر على إدانته من الرأي العام واعتبار سياساته مجرد تقصير، ولكن في حالة الحرب مع وباء عالمي قاتل فإن قراراته سواء بالأمر المباشر، أو بشكل سلبي من حيث الصمت على الخطأ، لن تصنف كأقل من خيانة للشعب المصري وجيشه الأبيض في مرحلة تاريخية حساسة.